القائمة الرئيسية

الصفحات

إلقاء سموم ومبيدات في بئر تاريخية في عزلة بني خولان جبل حبشي والمواطنون يعتصمون امام مبنى المديرية..

إلقاء سموم ومبيدات  في بئر تاريخية في عزلة بني خولان جبل حبشي ..

المواطنون يعتصمون أمام مبنى المديرية ..ومديرها العام سنتخذ كل الإجراءات وسنلاحق الجناة

شيح المنطقة.. ابلغنا المجلس المحلي قبل أسبوع ولم يتجاوب ونخشى على مياهنا من التلوث
تعز- احمد النويهي

لم يحمل العام الجديد تباشير سعد معه لابناء عزلة بني خولان بمديرية جبل حبشي المجاورة لعزلتي يفرس مركز المديرية والشراجة بعد ان استفاق المواطنون على روائح كريهةبدلا من عبق النسيم وغازات يصعب استنشاقها مصدرها بئر معطلة كان لها حظوة ومكانة في سنوات غابرة  ورغم انها شاهدة على عصر تاريخي لهذه المنطقة والتي يتربع عليها حصن الحجرية احد الحصون السبعة المعروفة في التاريخ التعزي اذا هجرها الناس بعد جف ماءها واتجهوا صوب ابار جديدة يستخدمونها لقتل الظماء وسقي الارض.

سموم ومبيدات وبودرة  كلها لوثت  سماء المنطقة بروائحها الكريهة للتذكير ببئر مبنية على النمط الغساني القديم والمعروف لدى علماء الآثار . تلكم الروائح غدت حديث الناس في المنطقة والذين سرى الى قلوبهم الرعب خشية ان تصاب ابار مياه الشرب بنفس الكارثة فكان لهم ان  اعدوا جموعهم صوب مبنى المجلس المحلي للمديرية مطالبين بالتعجيل في ملاحقة الجناة وإغلاق محلات بيع المبيدات حتى الكشف عن المتسببين وإزالة الإضرار قبل استفحالها وخروجها عن السيطرة

=  نحن كنا في المكان للاطلاع على وقائع الكارثة ومحاولة منا لجمع معلومات واراء من السلطة المحلية والجهات المعنية وكذلك المواطنين فكانت البداية مع شيخ المنطقة حافظ السفياني والذي  أشار في بداية حديثه نحن اليوم شكلنا تظاهرة احتجاجية  شارك فيها معظم المواطنين في ساحة المجلس المحلي وذلك لتوجيه رسالة  استغاثة واستنجاد بالمديرية للقيام بدورها في حماية الناس وإزالة المخاطر المحتملة من هذه المبيدات.

وفيما يخص وقائع الحادثة وتفصيلها قال:في صباح الجمعة 31ديسمبر   ابلغني احد المواطنين بوجود روائح كريهة  تأتي من بئر تسمى (بئر المزرين ) وهي بئر أثرية ولها أوقاف ومبنية بالشكل الغساني  مبنية من الداخل حتى القاع وهي أقدم بئر في المنطقة ويبلغ عمقها 30مترا وهي مهجورة بعد ان تم  الاعتماد على الآبار الجديدة التي يتم استخراج الماء منها عبر المولدات والمضخات . وقد قمت مع مجموعة من المواطنين يوم السبت بداية العام الجديد بإبلاغ  المجلس المحلي وإدارة الأمن والذين بدورهم شكلوا لجنة من الزراعة والصحة والأوقاف واكتفوا برفع تقرير فقط ولم يقوموا بأي معالجة للوضع ولست ادري هل ضعف إمكانات أم تقصير من قبلهم ؟

موضحا:أفادوا لنا بأنهم خاطبوا الجهات العليا لمساعدتهم بمواجهة الكارثة و حينما لم نجد أي تجاوب  بعد أسبوع من تقديم البلاغ لهم فقد تطوع احد المواطنين بالنزول الى البئر بدون أي كمامات أو وسائل وقائية تساعده لتجنب مخاطر الرائحة !! لكنه أوصانا برعاية أولاده من بعده إذا قدر له أن يموت وقام بإخراج  عينات بسيطة من كميات كبيرة تم تسليمها إلى اللجنة التي نزلت السبت المكونة من البحث الجنائي والوقاية بمكتب الزراعة. أما المواطن فقد تعرض للإغماء وتم إسعافه مباشرة وصحته تحسنت قليلا.

وأكد شيخ العزلة بان الجناة كانوا يريدون إحراق المبيدات وسط البئر مستدلا على ذلك بالأدوات التي تم إخراجها من البئر ( فانوس معلق بسلك وعجور يابس ودبتين بترول سعة 5لتر وأخرى معدنية مليئة كلها بالبترول  حيث كان الجناة يريدون إحراق المبيدات وسط البئر والتي لو تمت لكانت الجريمة اكبر وأبشع .وطالب السفياني من الجهات المعنية بسرعة شفط الماء من البئر كي لا تذوب السموم في المياه وتتأثر الآبار المجاورة لها والتي لا تبعد عنها سوى 100م وتستخدم للشرب والري.

===اما مدير مكتب الزراعة بالمديرية المهندس سعيد محمد عبدالله تحدث بالقول:تم إبلاغنا يوم الجمعة القبل الماضية من قبل شيخ المنطقة حافظ السفياني بانبعاث روائح كريهة من بئر مهجورة في عزلة وادي بين خولان ناتجة عن وجود مبيدات سائلة وبودرة وكراتين أخرى وسط البئر وقد تم تكليفنا من قبل مدير المديرية بالنزول الميداني للاطلاع على  الوضع ووجدنا كميات كبيرة من المبيدات تقدر ب20 صنفا من المبيدات منتهية الصلاحية ووجدنا وثيقة تجارية جوارها عبارة عن دفتر سندات لإحدى محلات بيع المبيدات  وقد استخدمنا أثناء نزولنا مع الأمن مرايا عاكسة لعكس الضوء إلى وسط البئر ولم نلاحظ فيها اي ماء وتم تصعيد القضية الى جهات مختلفة البحث الجنائي ومكتب الزراعة بالمحافظة وخرج مندوب من الزراعة السبت المنصرم اشرف على إخراج المبيدات من البئر والأمن قبض على أربعة أشخاص أفرج على ثلاثة منهم وبقى شخص واحد هو مالك المحل الذي وجدت باسمه دفتر السندات.

 

تواجدنا في قلب الحدث سهل علينا جمع مختلف الاراء ومنها راي مدير المديرية عبد الجبار البركاني رئيس المجلس المحلي وبحضور محمد عبدالباري الامين العام فقد سالناه عدالدور الذي قامت به السلطة المحلية تجاه مطالب المعتصمين وماتخذته حيال الواقعة فيقول : بعد ان تلقينا البلاغ من الأهالي فقد وجهنا بتشكيل لجنة من الجهات المعنية ( زراعة، امن، صحة) للنزول الفوري إلى المنطقة والاطلاع على الواقعة وملابساتها واتخاذ الإجراءات الأزمة والمتابعة والتحقيق مع أصحاب محلات المبيدات للوصول الى الجناة  الذين  ارتكبوا  هذا العمل الجبان.

 وأضاف  البركاني لقد طالبنا من مكتب مياه الريف بتزويدنا بشفطات لاستخراج المياه ان وجدت في البئر موضع الواقعة والتي ربما قد تكون ذابت واختلطت السموم بمياهها ولدينا ألان 3 محتجزين من أصحاب محلات بيع المبيدات والتحقيق لا يزال متواصلا .وأشار  إن الحادثة هي الأولى من نوعها تحدث في مديرية جبل حبشي ولم نسمع انه حدث مثلها من قبل حتى نأخذ احتياطاتنا اللازمة ولكن نحن كما قلت مستمرين بالمتابعة فقد وجهنا إدارة الأمن بإعادة من تم الإفراج عنهم السجن على ذمة التحقيق .

====وإثناء نزولنا الى المكان الذي تقع فيه البئر وجدنا العديد من المواطنين  متجمعين حول البئر وعليهم علامات السخط على السلطة المحلية وكذلك على الجناة الذين لم تبرز هويتهم حتى ألان حيث أفاد المواطن مهيوب احمد الخولاني 50عاما  من قرية الحصن ان رمي السم في البئر  هو بد ذاته عمل إجرامي وخبيث ولابد من ملاحقة ومحاسبة الجاني ومعرفته وتقديمه إلى العدالة .وضروري ان يتم تنقية البئر قبل أن تتلوث الآبار الأخرى من الماء الذي في البئر ان كان فيها ماء وهذه البئر معطلة منذ 30 سنة لأحد يستخدمها وكانت في السباق مصدر للمياه بد قيام الثورة بسنوات قليلة فقط وعندما تم حفر أبار جديدة نزفت هذه البئر ولا يوجد فيها ماء.

== اما الانتحاري عبدالله سيف إسماعيل  من قرية المداهف والذي تطوع بالنزول إلى البئر فقد أوضح بأن مبادرته  جاءت عندما لم يرى آي تفاعل من الجهات المسئولة في إخراج المبيدات فقد تطوعت بالنزول وربطت الغترة على انفي  وطلبت منهما إحضار حبلين لربطي ولربط ما سأجده في البئر وقد أخرجت ما وجدته مثل دبتين بترول وعجور وفانوس وقارورة مياه صحية فيها بترول وأنواع مختلفة من السميات وهي عبارة عن علب محرم دوليا و سلمت المواد الى اللجنة .

مضيفا انه شعر بالإغماء أثناء تواجده في البئر من قوة رائحة السموم ولحظتها نطق بالشهادتين . وبعدها قاموا بإخراجه وإسعافه بسيارة مكتب الزراعة وإعطائه مغذتين.لافتا الى ان صحته لم تتحسن كليا حيث تنتابه حالة الدوار والغثيان بين الفينة والأخرى. وقال كان المفروض من لجنة الزراعة إحضار معها كمامات او وسائل وقائية تضمن إخراج المواد وعدم التعرض لأضرار صحية لمن أراد إخراج المبيدات.وحول وجود دفتر سندات لإحدى المحلات أفاد عبدا لله سيف  انه سلم كل المواد وقالوا  أي المتواجدين قرب البئر أثناء إخراج المواد بعدها  انهم وجدوا دفتر بين العينات.

==بعد العودة وفي طريقنا دلفنا باب  مقر إدارة امن مديرية جبل حبشي الكائن في منطقة الضباب حيث التقينا بالأخ حسين الهروجي نائب مدير الأمن  والذي بيده ملف القضية والذي اطلعنا على العينات سمح لنا بتصويرها .وأشار بدوره  :بان إدارة الأمن قامت بعمل محاضر إثبات  ووجدن سموم  من البودر على حافة البئر وسموم سائلة مسكوبة على الجدران الداخلية للبئر ورائحته كريهة ولم نستطع في اول نزول من عمل شي لقوة الرائحة .

 وأضاف طالبنا مكاتب الصحة والزراعة لإنزال فريق من قسم الوقاية لمعاينة المكان ومعالجة الموضوع وقد عثرنا على دفتر سندات باسم مكتب اللواء الأخضر.منوها إن المواطن الذي نزل البئر هو الذي أكد وجود كميات أخرى في البئر وقوة الرائحة تؤكد ا كمية السموم كبيرة. وقد قمنا بتحريز العينات التي أخرجت من البئر وهي مطروحة لدينا حتى يتم استكمال كفة الإجراءات .

لافتا الى أنهم  عثروا على عينة من سموم الصراصير عبارة عن كيس ومن خلال التحري وجدنا ان شخص وزع مسبقا من نفس الكمية وقد تم التحفظ عليه واحتجزنا شخص أخر كون سيارته هيلوكس غمارتين  تشابه السيارة البيضاء التي قال المواطنون أنهم رأوها  في التاسعة من مساء الخميس 30ديسمبر أي قبل ساعتين من خروج الرائحة جوار البئر وبعد التحري عن  سيارات مماثلة يمتلكها أصحاب محلات المبيدات والذين قمنا باحتجازهم مباشرة بعد الإبلاغ والتحقيق معهم ومن قادت خيوط التحقيق إليه نحتجزه ومن لم نجد عليه شيئا أطلقناه ولدينا ألان ثلاثة محتجزين على ذمة لتحقيق ولا تزال عملية البحث مستمرة.هذا وكان تقرير للجنة المجلس المحلي بمديرية جبل حبشي قد أكد وجود اثر مبيدات بودرة وسائلة على فوهة البئر وجوانبها وانبعاث غازات وروائح كريهة ونفاذة وبكمية كبيرة من المبيدات السامة داخل البئر .وأشارت اللجنة في تقريرها انها لاحظت وجود كراتين وعلب وأكياس لمواد سامة داخل البئر عندما استخدمت مراة عاكسة لضوء الشمس الى وسط البئر كما تعذر عليها رؤية المياه نظرا لتراكم الكراتين ومحتويات المبيد .ونوه التقرير انه كان لابد من اخذ عينة من المواد السمة لمعرفة نوع المبيد والشركة المصنعة والموزعين لها وان التقرير كتب بصورة مستعجلة لاتخاذ الإجراءات. جدير بالذكر ان سميات من نوع بولتزين وسلمكتين وزول وديمنويت تعد من ابرز المبيدات المستخدمة التي تمتازبروائحها النفاذة وغازاتها

( الشبكة اليمنية للخدمات الاخبارية)

التنقل السريع