القائمة الرئيسية

الصفحات

مؤتمر صحفي لأسر المعتقلين على ذمة حرب صعده





مدونة النويهي - خيم على رسوماتهم شبح الحرب في صعده وكابوس الاعتقالات في صنعاء، وعلى كلماتهم كانت عبارات المناشدات للأب الكبير الرئيس ( علي عبد الله صالح) تنطلق من أفواههم البريئة وحناجرهم الطاهرة، يطالبونه بالإفراج عن أبائهم- إنهم الأطفال، أبناء المعتقلين على ذمة حرب صعده، ومن ورائهم كانت أمهاتهم يرسلون نفس الكلمات والعبارات، وهي آخر مالديهم يمكن أن يفعلوه طلبا للإفراج عن أزواجهم وأقاربهم وأبناءهم. لكن لهجة الكبار والتي تحدثت بعضها أنهم "شبعوا من المناشدات"، راحت تهدد باللجؤ إلى الخارج ورفع قضاياهم إلى محاكم دولية إن لم تنصفهم محاكم الداخل، معتبرة أن الأمل ضاع في السلطة لإيجاد مخارج من أزمات البلاد ومشاكله، وأن " من لديه فيها أمل فإنه مصاب بمرض نفسي عليه مراجعة الطبيب"، حد قول عضو مجلس النواب ( فؤاد دحابه) ، لتطال لهجات الإنتقاد "شركاء المظلومية" على صمتهم، كما وصفهم أمين عام حزب الحق ( حسن زيد) في إشارة منه لبعض قيادات الأحزاب وأعضاء مجلس النواب، مستثنيا منهم اللذين عبر لهم عن احترامهم.واعتبر (زيد) ممارسة السلطة للظلم شيء طبيعي ومتوقع، مطالبا الرئيس " بتنفيذ توجيهاته المنسوخة وتفسيره استمرار الإعتقالات وانتهاك الدستور".أما (دحابة) فاعتذر لأمهات وزوجات المعتقلين لعدم قدرته على البكاء لأن " السلطة قد نشفت دموعنا وريقنا وعواطفنا"، داعيا عليها بالزوال، ومتهما الرئيس بأنه هو السبب في عدم تنفيذ توجيهاته لقيامه بإعطاء أوامر ويناقضها بتوجيهات إلى مسئوليهثف بعدم تنفيذها، مشيرا إلى أن مشكلة السلطة أنها أمنية وليست مدنية تتعامل مع المواطن كغريم.واقترح عضو مجلس النواب على الدولة في حالة عدم رغبتها في الإفراج عن المعتقلين بأن تضيف سجنا عائليتا تحبس فيه الأسرة مع عائلها حتى يأتي الله بالفرج، مبشرا أمهات وزوجات بالفرج القريب، لكنه قال إنه فقد الأمل السلطة وأن من لديه أمل فيها عليه مراجعة الطبيب النفسي.أما (عبد السلام الوجيه) فوجه نداء إلى الرئيس و المسئولين عن الأجهزة الأمنية إلى أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا، مشيرا إلى أنه إلى " هنا يكفي"، مقدما لهم تساؤل عما إذا كان المعتقلين والمعتدي عليهم هم أبناءهم ونساءهم.من جانبه حدث مجلس النواب ( الدكتور عبد الباري دغيش) أقارب المعتقلين بالصبر وحديث الرسول الذي يقول فيه "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير.."، لكنه قال إن ذلك " لا يعني بأن يترك الحبل على الغارب"، معربا عن تقديره واحترامه لأمهات المعتقلين ومهنئا لهم باليوم العالمي للمرأةواعتبر (دغيش) أن قضية المعتقلين إنسانية واجتماعية كبيرة وأن كلمات الأطفال "لامست كلمتهم نياط قلوبنا"، مطالبا بتطبيق القانون وأن يتم الإعتقال وفق القانون وتوفير كافة الوسائل التي يمنحها القانون لزيارة معتقليهم.وفيما قال بأن الإعتقالات ستظل قائمة مادام هناك خروقات أضاف، أكد عضو مجلس النواب الحاجة إلى أن " نحل مشاكلنا وأن نحلق لأنفسنا قبل أن يحلق لنا الآخرون".المدير التنفيذي لمنظمة التغير للدفاع عن الحقوق والحريات ( علي الديلمي) أشار إلى استنفادهم كل الطرق والأساليب والإجراءات الداخلية من أجل الإفراج عن المعتقلين، موضحا عن إمكانية اللجوء إلى الأمم المتحدة ورفع قضايا إلى محاكم خارجية، المشكلة في نظر الديلمي لم تعد تقتصر على الإعتقال والحبس فقط بل طالت إلى المعاناة إلى أسر وأبناء المعتقلين، معتبرا أن المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين لا علاقة له بأي جدل كان لا بجدل الحرب ولا بجدل الصراع السياسي، الموضوع إنساني. أقارب المعتقلين تشابهت كلماتهم وعباراتهم وتوحدت مطالبهم، يريدون من الرئيس تفعيل توجياته للإفراج عن أقاربهم من أبناء وآباء وأزواج، مؤكدين بعدم وجود تهم على أقاربهم المعتقلين، وطالبين بإحالتهم إلى القضاء في حالة ثبوت تهم عليهم.أما الأطفال واللذين رسموا معاناتهم بقلم الرصاص ولونها بألوان متواضعة، علها أن تجلب الفرج عنهم وعن أبناءهم لتقر أعينهم برؤيتهم.حيث دعا الطفل (إبراهيم المتوكل) الرئيس أن يفرج عن خاله معين، وقال " انظروا يارئيسنا كم ستسر قلوبنا عندما تفرجوا عن خالي الذي مضى عليه تسعة أشهر وهو محبوس، واصفا خاله بالطيب.أما الطفل (حسين ضيف الله) فقال أباه يشكل جزاء كبيرا في حياتهم وكيف أن معاناتهم زادت كلما زادت فترة اعتقاله، معبرا عن شوقه للرؤية والده، مؤكدا حاجتهم إليه كما حاجتهم إلى الماء والطعام.(حسين) لا يعلم لما أخذوا أبوه منه ومذنبه، وما ذنبهم هم أن يعيشوا من دون أباهم.يشار إلى أن أطفال المعتقلين رسموا عددا من اللوحات تم عرضها في المؤتمر الصحفي تعبر عن معاناتهم من الحرب والإعتقالات وتعكس أحلامهم في العيش إلى جانب أبائهم بسلام وأمان
نيوزيمن:
التنقل السريع