الجيش اليمني وتنظيم القاعدة في العام 2012 م.. حرب استنزاف وصراع البقاء
(0)
الجيش اليمني وتنظيم القاعدة ..حرب الاستنزاف وصراع البقاء‼تقرير – أحمد النويهي ( مادة خاصة بالشبكة اليمنية للخدمات الاخبارية ) بالرغم
من العام 2012 يلتقط انفاسه الاخيرة ويكاد ان يؤذن بالرحيل ..بل انه رحل ..الا ان الطائرات بدون طيار لم تسترح بعد، ولو من
باب الاحتفاء بعيد الميلاد.اذ لازالت تواصل حصد اهدافها البشرية على مختلف الجهات
الشرقية والوسطى من اليمن ضمن سلسلة من الغارات شكلت ابرز ما حفل به العام الجاري والتي
وصلت الى ما يقارب ال 46 غارة جوية نفذت 34 منها في المحافظات الجنوبية وأسفرت
جميعها عن مقتل ما يزيد على 230 عنصرا وجرح
17 اخرين فيما القى القبض على 6 عنصرا ممن حالفهم النجاة من تلك الضربات التي اخطاءت بعضها ونتج عنها
ضحايا مدنيين كما حصل في محافظة البيضاء حيث قتل 12 مواطنا وأصيب اربعة اخرون
منتصف العام. طائرات
الموت في صحراء حضرموتمديرية
الشحر حضرموت اضحت مسرحا لعمليات جديدة نفذتها الطائرات خلال الأسبوع الماضي استهدفت
عناصر قاعدية يستقلون دراجات نارية قتل على اثرها 7 عناصر.وهي العمليات التي شهدت
تنديدا من قبل ابناء المديرية والذين خرجوا بمسيرات تندد بالضربات.ومثلما كانت
محافظة البيضاء المحطة الاولى لاستقبال الضربات الجوية خلال العام المنتهي وقد لقى
62 قياديا من جنسيات عربية مصرعهم،وأصيب ما يزيد عن 8 اخرين في عدة غارات فقد شهدت
الاسبوع الماضي غارة جوية استهدفت سيارة تقل افراد من التنظيم.وفي حضرموت اودت
الضربات الجوية بحياة 35 جهاديا في مناطق القطن والشحر وشبام وحورة.وفي ابين لقى 54
قاعديا مصرعهم بضربات جوية بينهم عرب، كما دُمرت الكثير من مخازن اسلحتهم وأوكارهم
وخصوصا في مناطق زنجبار ولودر وجعار المعقل الرئيسي لأنصار الشريعة.وفي محافظة
مارب لم تكن سمائها مغلقة امام الطائرات الامريكية التي تنفذ اغلب تلك الضربات وقتلت هناك 23 من عناصر القاعدة ابرزهم المسئول المالي
للقاعدة والقيادي الرابع فيه محمد سعيد العمدة ومرافقيه في وادي عبيدة الملاذ
الامن لعناصر التنظيم وهي المنطقة التي شهدت مؤخرا مواجهات مسلحة على الميدان بين
الجيش والتنظيم على خلفية مقتل أركان حرب المنطقة العسكرية الوسطى اللواء ناصر
مهدي ووفاة وإصابة 19 جنديا في كمين مسلح استخدمت فيه السيارات المفخخة. فهد
القصع مقابل سالم قطن ولان
الحرب سجال وقائمة على الخسارة والأرباح لكلا الاطراف فقد منى تنظيم القاعدة بأكبر خسارة بمصرع فهد القصع
جراء تلك الغارات في محافظة شبوة ضمن 48 من عناصر التنظيم لقوا حتفهم هناك في عدة غارات. القصع والذي قتل في عملية نوعية ناجحة في منطقة وادي رفض بمديرية
الصعيد هو الثالث في قائمة المطلوبين دولياً لتورطه بجرائم وأنشطة إرهابية منها
حادثة تفجير المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن، فضلا عن كونه أحد الفارين من
السجن في محافظة عدن في العام2003م.. ورغم
ان كل الضربات الجوية كانت في المحافظات المذكورة سلفا الا ان محافظات شمالية لم
تسلم منها حيث نفذت غارة في محافظة صنعاء
في 7 نوفمبر استهدفت عدنان القاضي المرافق الشخصي للمنشق علي محسن
الاحمر والمشتبه بتورطه في جريمة ميدان السبعين والانتماء للتنظيم كما قتل معه
رضوان الحاشدي وإصابة شخص اخر يدعى ربيع
لأهب وهي اول غارة تشهدها محافظة صنعاء كما ان وادي ال جبارة بمحافظة صعدة شهدت
غارة جوية اواخر اكتوبر استهدفت منزل عمر صالح التيس والذي تعرض للإصابة بينما قتل يمني وسعوديان بحوزتهم اموال لتمويل القاعدة.الخسارة
في ابين والربح في صنعاءفي
المقابل لم يكن تنظيم القاعدة مكتوف اليد حيال ما يحدث لعناصره من ضربات موجعة برا وبحرا
وجوا فقد استطاع هو الاخر المعاملة بالمثل عبر تنفيذ ضربات موجعة للجيش في جبهات
مختلفة وعبر عمليات خاطفة خلافا للمواجهات بينهما في محافظات ابين وشبوة ..حيث كانت
العمليات الانتحارية واستخدام الدراجات النارية والسيارات المفخخة والعبوات
الناسفة والهجوم المباغت على النقاط الامنية والعسكرية وسيلة للتنظيم لإلحاق خسائر
موجعة بالجيش.فقد
نفذ ما يربو عن 60 عملية اودت بحياة 221
من افراد الجيش والمتعاونين معه وكان اضخمها
تفجير انتحاري نفسه بحزام ناسف كان يرتديه في بروفات لجنود الامن المركزي بميدان
السبعين في قلب العاصمة صنعاء في 21 مايو بعد اسبوع من مقتل القصع وقد استشهد 91
جنديا وجرح 220 اخرين في تلك العملية الارهابية وبعدها نجح تنظيم القاعدة في تنفيذ
واحدة من اقوى عملياته الانتحارية ولكن في محافظة عدن وتحديدا في 18 يونيو والتي
استهدفت قائد المنطقة الجنوبية اللواء سالم قطن- قائد عملية السيوف الذهبية ضد
التنظيم في ابين- وفي 11 يوليو نفذ عملية اخرى استهدفت طلاب كلية الشرطة بالعاصمة صنعاء واستشهد على اثرها 8 من طلاب
الكلية وجرح 20 اخرين .كما
ان وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر احمد كان هدفا مباشرا لعناصر التنظيم
والذين استهدفوه قرابة السبع مرات ولكنه نجا منها وكانت اخطرها امام مجلس الوزراء
حيث استخدم التنظيم سيارة مفخخة في التنفيذ وقد اودت العلية ب 7 من مرافقي الوزير
وخمسة مدنيين وخسائر مادية في ممتلكات المواطنين وهي العملية اتي جعلت باسندوة ينقل اجتماعات مجلس الوزراء الى دار
الرئاسة بل والقيام بتأثيث مكتب ضخم
بالملايين من الريالات في منزله لممارسة عمله. وأدت
العمليات الارهابية لتنظيم القاعدة عن اصابة 311 جنديا فيما قتل 58 مواطنا وجرح 73
اخرون جراء تلك العمليات التي لم يسلم منه التنظيم نفسه حيث قتل 50 من عناصره وجرح
3 والقى القبض على 20 اخرون فشلوا في
تنفيذ العمليات كما ان تنظيم القاعدة خسر اعضاء له عبر طرق اخرى تارة بعمليات طردية تمثلت في
انفجار عبوات ناسفة في صفوف اعضائه قبل
تنفيذ مهاهم وتارة عبر اخرين كما هو الحال
في حادثة مقتل القيادي في التنظيم طارق الذهب والذي قتل على يد شقيقه الأكبر حزام الذهب في 15 فبراير الماضي.
وكان طارق الذهب قد قام بإعلان (رداع) امارة اسلامية عندما اقتحم قلعة ومسجد
العامرية في شهر يناير واستمر فيها
اسبوع ومن ثم غادرها بموجب وساطة قبلية . وشهدت
المحافظات الجنوبية معظم العمليات الانتحارية لتنظيم القاعدة بواقع 44 تضاف اليها
عملية اختطاف القنصل السعودي وكان لمحافظة حضرموت النصيب الاكبر بواقع 17 عملية
ارهابية للتنظيم وتوزعت باقي العمليات على محافظات البيضاء والحديدة والأمانة والأخيرة شهدت وحدها سبع عمليات كان اخرها في ال 25 من
ديسمبر حيث اغتيل العقيد سليم الغرباني في درا سلم وبعد ساعات اغتيل العميد "فضل محمد
الردفاني قائد محور ثمود والعمليتان نفذت من قبل قناصة يستقلون دراجات
نارية واستخدم التنظيم وسائل مختلفة في تنفيذ عملياته حيث استخدم الدراجات النارية
سبع مرات ونفذ ضعفها عبر السيارات المفخخة واربع حالات اختطاف والباقي باستخدام
العبوات والأحزمة الناسفة. الملاحقة
والآسر .. المعاملة بالمثلورغم
استخدام الجيش للطائرات و القوة العسكرية في حربه ضد القاعدة الا انه لم يكتفى
بذلك فاستخدم اسلوبا مرادفا لمواجهة القاعدة تمثل في عمليات القبض على افراد
التنظيم من خلال مداهمة منازل او المطاردة حيث القى القبض على ما يقارب ال 122 مشتبها وقياديا في التنظيم في 38 عملية قام بها
الامن وابرز المقبوض عليهم عبدالرحمن عبدالقادر البيحاني
عنصر خطير ويتولى استقطاب صغار السن وإرسالهم الى ابين وقبض عليه في 31
يوليو بأمانة العاصمة. وفي الوقت ذاته لم يسلم الجنود من
عمليات اسر نفذها تنظيم القاعدة حيث اسر 37 جنديا في شهر مايو في غزوة "وإن عدتم
عدنا " في منطقة الكود بابين وأفرج عنهم في يونيو بعد ان اعلنوا التوبة حسب
ما اعلنه بيان للتنظيم.. وتعد هذه الاحصائيات نسبية نظرا لعدم
وجود بيانات دقيقة سواء كانت من جهات رسمية او محايدة خصوصا ان التهويل الاعلامي
في تقدير عدد الضحايا وخصوصا في المواجهات في ابين كان هو السائد و لم يكن صحيحا
في اغلبه ودليل على ذلك اعلان الجيش مقتل سعيد الشهري الرجل الثاني في تنظيم جزيرة
العرب ثلاث مرات الا ان الرجل كان يظهر بعد اعلان مصرعه في كل مرة داحضا ادعاءات
الجيش.لكن هذه الاحصائيات الواردة ليست نهائية فهي ناتجة عن عملية رصد لما تم
تداوله اعلاميا خلال العام بعضها اما رسمية أومقربة من الحكومة وبعضها شبه مستقلة كما انه من الضرورة بما كان الاشارة الى ان هذه الاحصائيات لا تشمل ما اسفرت
عنه المواجهات الميدانية بين انصار الشريعة والجيش وذلك لوجود تباين في الارقام
وغياب مصدر محايد ومستقل وعدم تفعيل قانون حق الحصول على المعلومات ناهيك عن
التكتم في الافصاح عن الخسائر البشرية الحقيقة خصوصا من قبل الجيش ربما حفاظا منه
على معنويات الجنود. كما ان هناك عناصر اخرى القى القبض عليهم في محافظات مختلفة
على فترات متقطعة من قبل الاجهزة الامنية الاخرى التابعة لوزارة الداخلية لم
يتضمنهم التقرير. اليمن وتنظيم القاعدة في 2012 م(اعداد أحمد النويهي ) on Dipity.
تعليقات